قرأت ... تصفحت ... فعجبت و ذهلت و تحسرت

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

السلام عليكم و رحمة الله

ككل مرة أجلس فيها على النت أفتح بعض المواقع الاخبارية العربية للبحث و
الاطلاع على اخبار القضية الفلسطينية و أخبار الاخرى ... و لان الحدث الان
هو المونديال -للاسف- و لان الجزائر هي كما قالوا الممثل الوحيد للعرب في
هذا المحفل العالمي ,فان غالبية الانظار عليها و يرصدون اخبارها بكل
التفاصيل ...

الى هنا كل شيء عادي ... الخبر الذي اقام الدنيا و لم يقعدها رغم انه عادي
ويحدث في كرة القدم هو خسارة الجزائر في لقائها الاول ضد سلوفينيا ... هنا
حذثت الكارثة كما اراها انا و سقطت الاقنعة المزيفة عن بعض الوجوه

فخبر انهزام الجزائر كان متبوعا بجملة من التعليقات من زوار الموقع ...
الصراحة بقيت اقرا في التعاليق و اقرا في الحبر مجددا ... لاني اعتقدت ان
التعليق تابع لخبر آخر قد يكون هزيمة عربية مذلة امام العدو الصهيوني ...
لكن للاسف ....

منذ نوفمبر الماضي عند تاهل الجزائر للمونديال سمعنا كلاما كثيرا عن
العروبة و عن المصالحة بين مصر و الجزائر و عن ان الاهم هو تاهل منتخب عربي
مسلم ... و ان الكل مع الجزائر و سيدعمها و يشجعها ... استبشرنا خيرا و
قلنا ان الكرة استطاعت ان تفعل ما لم تفعله السياسة و السياسيين من اجل
توحيد العرب حول كلمة واحد ختى و ان كان الامر يتعلق بكرة قدم و لكن قلنا
انها ربما تكون بداية الطريق نحو الوحدة العربية المنشودة ....

و لكن للاسف ... رغم ان ما يقوله البعض لا يعبر عن الشارع العربي و
الاسلامي ... صحيح انه لا يمثل الا ثلة من بعض الشاذين و بعض ضعاف النفوس
... الا ان هذا لا يعني اننا بعيدين عن ظاهرة خطيرة و اننا لا نواجه مشكلة
خطيرة قد تعصف بكل احلامنا في التوحد ... لست هنا من اجل نشر التقرفة و
اثارة الفتنة بين الشعوب العربية و اذكاء نار الفرقة ... و لكن بصدد مناقشة
هاته المشكلة و محاولة ايجاد حلول لها ... خاصة ان الموضوع كله لم ينتشر
بصورة كبيرة و هو مصحور حاليا في المنتديات و المواقع الالكترونية ...

الدور الاكبر يقع على عاتقنا نخن اليوم ... اولا كشباب مسلم ثانيا
كجزائريين ... لاننا للاسف الطرف الاساسي في الجدل الدائر

لم استطع ان اتصور ان توصلنا كرة القدم ان نقول كهذا ... اليكم بعض
التعليقات :

الله يخرب بيونكو / شو هيدا والله انتو بجد فضحتونا / والله انكم انذال
والحقيقة انتو ما تستاهلو لو مصر لعملت الكثير خزاكم الله / بكل صدق وامانة
انتم شعب بربر شعب همجي لا تستحقون الوصول الي كاس العالم لكن بالهمجية
وشغل العصابات وصلتم والجميع يعلم انكم لا تستحقون فالف مبروك ع الخسارة
وعقبال كل مرة ان شاء الله يا همج / وماذا كنتم تتوقعون ههههههههههههه ولسة
الفضيحة الكبرة قادمة يا فئران الصحراء / الخ

هاته عينة فقط و لكن اكرر لسنا بصدد اثارة الفتنة و هاته الاراء الشاذة لا
تمثل كل العرب لان هناك اصوات و اقلام محترمة و منها :

هارد لك وبالتوفيق المباريات القادمة تحياتي لكل جزائري محترم / لا حزن ولا
هم يحزنون...مش كل الفرق راح تتاهل وتاخذ كاس العالم هذه هي كرة القدم....
/ نحن مع الجزائر غالبا او مغلوبا يكفي مشاركتهم ومستواهم الجيد / الجزائر
عظيمة برجالها كفاية انها مثلت جميع العرب في المونديال / يكفى لكل البلاد
العربيه ان منتخب الجزائر هو المنتخب الوحيد الذى وصل الى المونديال
ولايهم احد من يكسب ومن يخسر لان الكره لاسلطان لاحد عليها المهم ان
يتمسكوا بروح الفريق ونحن راضيين باى نتائج تحياتنا لكل افراد المنتخب
الجزائرى المسلم / لما الحزن يالجزائريون انتم فوق الرأس ان فزتم ام خسرتم
مكانتكم في قلوبنا يعلمها الا الله... / احنا مع الجزائر قلبا
وقاااااااااااالب جـــــــزائر وبس / و غيرها

هذه عينة من بعض التعليقات من احد المواقع و اكيد ان ما خفي و ما بقي كان
اعظم

لكن الذي يبعث على الحسرة هو ان البعض اختصر العروبة والوطنية في مرة القدم

الجزائر و وطنيتنا و عروبتنا و اسلامنا اكبر من كرة قدم جلد منفوخ لا يغني و
لا يسمن من جوع

اقول هذا الكلام و انا لا اوجهه للاخوة العرب و المصريين فقط و لكن للاخوة
الجزائريين لانهم احيانا ينجرون وراء بعض هاته التعليقات و يردون بالمثل و
اعتقد ان المطلوب ليس هذا ... المطلوب منا ان نرد بكل عقلانية و منطقية و
هدوء , ان نرد على و نعلق على الموضوع و التعليقات بكل موضوعية و حيادية
دون تعصب جاهلي ... علينا كجزائريين ان نكون قدوة لغيرنا لان لا اخلاقنا و
لا تربيتنا تسمح لنا ان نكون امعه و مع العوام ... علينا ان نمتاز بروح
التسامح و الاخوة و الصفح و العفو عن الاخرين لاننا اولا مسلمون و لاننا
بلد الشهداء و بلد المجاهدين ... لاننا نعي جيدا ان حريتنا و استقلالنا لم
يهد الينا ... لاننا ندرك قيمة هذا الوطن الذي منحنا اغلى شيء و هو الاسلام
...

لا ادري ماذا يجب ان اقول و لكن علينا الا نشعل نار الفتنة من جديد بل نحن
اولى باطفائها لا لشيء الا لاننا حققنا ما نصبو اليه ... في النهاية كرة
القدم لعبة للامتاع و الاستمتاع ... و ابدا لن تكون هي مقياس وطنيتنا و
عروبتنا

اسعد دائما لما ادخل لبيتي الثاني الشامل و اجده بعيدا عن كل هاته
التجاذبات التي لا خير يرجى فيها ... و انا بالشامل اشعر بالامان و
الاطمئنان ان هناك اناسا يترفعون عن الدنايا ... كل الشكر لكم اخوتي في
الشامل

رغم ان ما يشغلنا و يهمنا اكبر من كرة القدم ... و لكن هي الكرة تفرض علينا
منطقها و سحرها ...

مجرد همسة فاقبلوها مني ....

في حفظ الرحمن ...........