في
الوقت الذي كان المنتخبان الإنجليزي والجزائري يتصارعان فيه على أرض
الملعب قبل أن يتعادلا سلبيا مساء أمس الجمعة ضمن منافسات المجموعة
الثالثة ببطولة كأس العالم 2010 ، كانت هناك معركة أخرى لا تقل ضراوة في
مدرجات استاد "جرين بوينت" بمدينة كيب تاون الجنوب أفريقية .
فقد أخذت الجماهير الإنجليزية ، المعروفة بكراهيتها الشديدة لآلة
الفوفوزيلا ، على عاتقها القضاء على ضجيج آلات النفخ البلاستيكية في
الملعب ، ولكنها حتى لم تقترب من الفوز بهذه المعركة .
وقال مشجع إنجليزي ، يدعى تيري ميدوز ، بين شوطي المباراة ، إن " الأجواء
بشعة .. بسبب الضجيج المستمر ، لو كانوا ينفخون في هذه الآلات عندما يحدث
شيء ما (وليس طوال الوقت) لكان الوضع أفضل بكثير " .
وقبل انطلاق المباراة استمتعت الجماهير الإنجليزية بوقتها بشكل أفضل بكثير في شوارع وحانات كيب تاون .
وكان يمكن سماع أغاني جماهير إنجلترا التشجيعية ، التي كان يتخللها كلمات مبهجة ، من مسافة عدة أمتار .
ولكن داخل الاستاد ، ذي المساحات الشاسعة ، كان يبدو أن صوت فوفوزيلا
واحدة كفيلا بالتغطية على صوت عشرة أشخاص ، مما يعني أن الأطفال الصغار
الكثيرين الذين كانوا ينفخون بسعادة بالغة في آلاتهم البلاستيكية كان
بوسعهم التفوق بسهولة على أصوات تشجيع مجموعات كاملة من المشجعين الإنجليز
بصرف النظر عن حجم أو قوة أو حماس أي من هؤلاء المشجعين .
وفي الحقيقة لم تمنح إنجلترا أيضا مشجعيها ما يثير حماسهم أو بهجتهم خلال
المباراة بعدما قدمت أداء ضعيفا ، ولكن في بعض اللحظات النادرة بالمباراة
عندما كانت الجماهير تستفيق من حالة الذهول المسيطرة عليها كانت أصوات
الفوفوزيلا تعلو كعادتها فوق أصوات غناء الجماهير .
وجاءت المرة الوحيدة التي نجحت الجماهير الإنجليزية في توصيل صوتها إلى
الملعب بوضوح في نهاية المباراة عندما بدأت تطلق صافرات الاستهجان على
لاعبيها الذين غادروا الملعب وسط وابل من الصافرات الساخطة على أدائهم .
ويحتاج لاعبو إنجلترا الذين قدموا واحدا من أسوأ عروضهم في السنوات
الأخيرة مساء أمس لاستعادة ثقتهم في أنفسهم قبل مباراتهم الأخيرة
بالمجموعة الثالثة أمام سلوفينيا ، حيث تحتاج إنجلترا للفوز في هذه
المباراة من أجل التأهل لدور ال16 ومواصلة مشوارها بالبطولة بصرف النظر عن
نتيجة مباراة المجموعة الثالثة الأخرى بين أمريكا والجزائر .
أما الجماهير الإنجليزية فهي بحاجة لاستنشاق نفس عميق استعدادا لإطلاق
صيحات مدوية يمكنها أن تتفوق على أصوات الفوفوزيلا إذا ما أرادت قيادة
منتخب بلادها نحو الفوز .